ملخص
مشاركة عربية لافتة وأنشطة أدبية وفنية في أكبر تظاهرة شعارها "من النكبة إلى الدولة"
في خيمة تعلو بوابتها الرئيسة خريطة فلسطين التاريخية، افتتح معرض فلسطين الدولي للكتاب في دروته الـ 13، في ظل مشاركة عربية ودولية هي الأوسع في تاريخ المعرض سواء في شكل مباشر أو غير مباشر. تحتضن الخيمة البالغة مساحتها 6500 متر مربع المقامة على أرض المكتبة الوطنية في رام الله، أكثر من 61 ألف عنوان كتاب تتولى 390 دار نشر عرضها.
وبسبب صعوبة مشاركة دور نشر من معظم الدول العربية، فإن عديداً منها باتت تلجأ إلى توكيل دور نشر عربية اعتادت المشاركة في المعرض، بخاصة من الأردن ومصر. وللمرة الأولى وجدت كتب تصدرها دور نشر لبنانية وسورية وكويتية وسعودية طريقها إلى رفوف معرض فلسطين الدولي للكتاب، عبر توكيل دور نشر عربية أخرى. وبات ملحوظاً إقامة دور نشر عربية جناحاً خاصاً لها يشرف عليه فلسطينيون كما حصل مع دور نشر سعودية. وتشارك نخبة من الكتاب والأدباء والفنانين والمثقفين بينهم 95 شخصية عربية في المعرض الذي رفع في دورته الحالية شعار "من النكبة إلى الدولة".
واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن المعرض يشكل "تجسيداً للهوية والثقافة الفلسطينتين"، مشيراً إلى أن إسرائيل "أرادت تزوير الرواية الفلسطينية، وتعزيز روايتها الباطلة، ولكن ما نراه اليوم، تعزيز للرواية الفلسطينية والعربية عبر هذا المعرض". وأوضح اشتية خلال الافتتاح أن المعرض "يجمع العرب مع فلسطين، ويجمع فلسطين مع الفلسطينيين من غزة والشتات والداخل والقدس". ويشارك فلسطينيون من داخل الخط الأخضر (إسرائيل)، ومن قطاع غزة والشتات في المعرض وفعالياته.
وعلى رفوف المعرض، وضع أكثر من 100 عنوان كتاب تعود إلى ما قبل نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، ضمن مشروع لإعادة طباعة الإنتاج المعرفي والثقافي الفلسطيني القديم. وأشار رئيس اللجنة المنظمة للمعرض عبد السلام العطاري، إن هذه الخطوة تهدف إلى "إبراز النشاط الثقافي والتربوي للفلسطينيين قبل نكبتهم، وإظهار أنهم شعب حي حتى قبل إقامة إسرائيل، على خلاف الرواية الصهيونية". "المعرض في نسخته الـ13 يعد الأكبر والأضخم في تاريخ فلسطين"، قال العطاري، مشيراً إلى أن المعرض "يشتمل على أربعة أجنحة لكل من الأردن والكويت وعُمان والمغرب". ويوفر المعرض وفق العطاري "فرصة للفلسطينيين للحصول على كتب تمنع إسرائيل إدخالها في العادة، وفرصة للناشرين العرب لإيصال الإنتاج الفكري والأدبي". وأشار العطاري إلى أنه "بسبب وقوع فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي تحضر أحياناً دور النشر كتبها، وفي أحيان أخرى تحضر الكتب دون دور النشر".
وعلى هامش المعرض تقام يومياً حفلات لتوقيع عدد من الكتب الجديدة وندوات شعرية ثقافية وأدبية. وتحت عنوان "المرأة في الثقافة الفلسطينية... أدوار إبداعية"، تناولت إحدى الندوات التي شاركت فيها كل من ديمة السمان، وسوسن قاعود، ووداد البرغوثي، الدور التاريخي للمرأة الفلسطينية، وإسهاماتها في الثقافة الفلسطينية. واستعرضت ندوة أخرى تجربة المسرح الفلسطيني والعقبات أمام تطوره، بمشاركة حسام أبو عيشة، ومحمد أبو كويك، وميساء الخطيب. وناقشت إحدى الندوات كتاب "غزاوي" للكاتب جمال زقوت بمشاركة الروائي ربعي المدهون، وجمال زقوت، والصحافي وليد البطراوي. وتحت عنوان "أزمة نشر أم أزمة كاتب" ناقشت ندوة أخرى العقبات التي تواجه انتشار الكتاب في العالم العربي بمشاركة رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، ورئيس اتحاد الناشرين الفلسطينيين سامح دنديس، وصاحبة دار العين للنشر فاطمة البودي من مصر، والناقد محمد الهاشمي بلوزة من تونس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
و تطرقت إحدى ندوات المعرض إلى قضية الملكية الفكرية في فلسطين، وضرورة وجود قانون فلسطيني، بمشاركة ذياب الشيخ، وروان التميمي، ونداء فسيسي. وفي القاعة ذاتها، أقيمت أمسية شعرية للشعراء إياس ناصر، ومريم قوّش، ومعالي سلمان، ومعتز قطب، وهشام أبو صلاح، أدارها وشارك فيها يوسف شحادة. ولم يقتصر الأمر على الندوات الحوارية، فقد أقيمت أمسية شعرية بمشاركة الشعراء: المتوكل طه ووصال أبو عليا من فلسطين، وحسن المطروشي من سلطنة عُمان، وسمير القضاة، ومحمد الهاشمي بلوزة من تونس، وفي أمسية شعرية أخرى، شارك الشعراء وسيم الكردي، وعثمان حسين، وحسن الوزاني من المغرب، وكفاح الغصين، وإيمان زيّاد. ومن الكتب التي وقعها أصحابها على هامش المؤتمر: المجموعة القصصية "جراح تدل علينا" لزياد خداش، ورواية "رحلة إلى ذات امرأة" لصباح بشير، وكتاب "لآلئ الأدب العربي القديم" لعباس عبد الحميد مجاهد.
وخصص جزء من أرض المعرض للفن التشكيلي باسم "ممشى الفن"، وفيه تعرض يومياً لوحات لأحد الفنانين والفنانات الفلسطينيين. وتحت عنوان "ماذا حدث للعيد" عرضت لوحات تشكيلية عبارة عن أربعين لوحة من رسوم وكتابات لأطفال من غزة حول الحرب. واستعرضت الفنانة التشكيلية نادين طوقان في لوحاتها "رحلة فنية في زقاق القدس" مشاهد من البلدة القديمة للقدس، وأقيم معرض للخط العربي شارك فيه الخطاطون عادل فوزي، ومحمد العزيز عاطف، ومحمد شلبي، وبلال بحر، وساهر الكعبي، وعبد الوهاب سلمان.
وقال رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، إن "الظروف لو كانت طبيعية لوصل حجم مشاركة الدول العربية في المعرض إلى أربعة أضعاف المشاركة الحالية"، مشيراً إلى أن الناشرين العرب "متلهفون لزيارة فلسطين". وأوضح رشاد في حوار مع "اندبندنت عربية"، أن الظروف الخارجة عن الإرادة الفلسطينية تحول دون مشاركة العرب في معرض فلسطين الدولي للكتاب".